أرضنا و اللصوص

لا توقظيه, دعيه في أحلامه *** يطوي و ينشر ذكريات غرامه
لا توقظيه.. دعيه يندب أمسه *** ويخاطب الموؤد من أيامه..

هو يا أخيةَ من دناً مسلوبةٍ *** ركز الدخيل بها لواء مقامه..
من موطن الالهام كم من غنوةٍ *** يبست على شفتيّ من انغامه !
إذ كنت اشدو في هواه وأنتشي *** بالمسكر الفواح من أنسامه
و اليوم لا أشدو ولست بمنتش *** إلا بصهباء الأسى و مدامه !

لو تعلمين علام بات مروعاً *** لعزفت عن تأنيبه و ملامه !
كم حرقة أغضى على نيرانها *** و ملمة حرمته طيب منامه !
و جرائم لم يغض عن آثامها *** إغضاء جانى الكف عن إجرامه !
إلا و قيد الظلم ينهش رسغه *** و الغدر يرشقه بكل سهامه !
لا توقظيه, فلم يدع عذب الرؤى *** غير الحثالة في قرارة جامه
لمس الجراح وليس في مقدوره *** منح الضماد, فغاص في آلامه !
و رأى بأن الحق قد عبثت به *** أهواء من ملكوا عَصِىَّ زمامه
والحق أضيع ما يكون إذا اشتكى *** طلابه, و جثوا على أقدامه !
كم قيدوه و كبلوا أطرافه *** و تآمروا جهراً ... على إعدامه
عصرٌ كعصر الجاهلية لم تزُل *** بزوال مظهره , سوى أصنامه

فدعيه يا أختاه ... في غيبوبة *** يطوي و ينشر ذكريات غرامه
لا توقظيه , لأنه في يقظة *** رغم الذي يبدو من استسلامه !
فمصارع الشهداء خمرة وحيه *** و الوحدة الكبرى صدى الهامه !

الشاعر خالد نصره





تم عمل هذا الموقع بواسطة