" أضحية .. وضحية ؟؟!! " قصة قصيرة بقلم / د. سليم عوض عيشان " علاونة "
--------------------------------
مقدمة :
النص ليس بريئاً بما فيه الكفاية ... فهو نص " رمزي " .. " مرمز "... وإذا انطبق على شخص ما .. حكومة ما .. دولة ما... فإن هذا يكون من قبيل المصادفة البحتة فحسب؟؟!!
تنويه :
ما بين الـ " الأضحية " .. والـ " ضحية " فرق بسيط لا يتعدى حرف الألف والهمزة .... وفي كثير من الأحيان .. يتساوى الطرفان ؟؟؟!!
إهداء خاص :
لابنتي الغالية ... أستاذتي الراقية رعاها الله ... التي أوحت لي بفكرة النص .
( الكاتب )
-------------------------

" أضحية .. وضحية ؟؟!! "
ثمة جلبة وضوضاء وأصوات متباينة تقترب رويداً رويداً من المكان داخل البيت ..
يهرع الأب والزوجة والأبناء والأطفال لاستطلاع الأمر .. فلا يلبث أن يقتحم المكان رجل أنيق ذو ياقة منشاة .. يرتدي " بزة " راقية من الصوف الأجنبي الفاخر المستورد .. ويضع حول رقبته " ربطة عنق " يتدلى منها دبوس ذهبي من الحجم الكبير ..
يقترب الرجل الأنيق ذو الياقة المنشاة من صاحب البيت هاشا باشا .. مبتسما فاتحاً ذراعيه عن آخرها ليضم صاحب البيت لصدره ويتحفه بعدة زخات من القبلات المتلاحقة ..
صاحب البيت يصاب بالدهشة للأمر .. فهو لم يلتق من قبل بهذا الرجل صاحب الياقة المنشاة والدبوس الذهبي المدلى من ربطة عنقه ؟؟!!..
لا يلبث أن يدخل إلى المكان رجلاً قوي البنية يجر " كبشاً " ضخما .. ذي قرنين رهيبين .. ويضعه في المكان ثم يغادر..
يفتح صاحب البيت فاه الدهشة عن آخره وهو يتوجه ببصره ناحية الرجل ذو الياقة المنشاة مستطلعا الأمر ...
يدخل فجأة إلى المكان رجل آخر يحمل صناديق كرتونية كبيرة ... وبإشارة من يد الرجل ذو الياقة المنشاة يضعها على الأرض ويغادر ...
يفتح صاحب البيت فاه الدهشة بشكل أكثر وهو ينظر نحو الرجل ذو الياقة المنشاة متسائلا ؟؟
يقترب الرجل ذو الياقة المنشاة من صاحب البيت بابتسامة صفراء تحمل ألف مغزى ومغزى غاب عن صاحب البيت إدراك إحداها ؟؟؟
هتف ذو الياقة المنشاة وهو يبتسم ابتسامة عريضة بينما كان يضع يده فوق كتف صاحب البيت هاتفا :
- كل عام وأنت طيب يا سيدي ... غداً هو " عيد الأضحى " .. فهذا " الكبش " هو أضحية العيد لك ولأسرتك الكريمة ؟؟!!
ازدادت ابتسامة صاحب البيت اتساعاً وبلاهة .. فهو لم يدرك المغزى والمعنى لقول الرجل صاحب الياقة المنشاة ... فنظر نحوه ببلاهة متسائلاً ..
لا يلبث ذو الياقة المنشاة أن أتبع القول وهو ما زال يبتسم ابتسامته السمجة تلك :
- .. وهذا الصندوق هو هدية لك يا سيدي .. بداخله بضع زجاجات من الخمر المعتق .. والمشروبات الروحية المختلفة ؟؟؟
صعق الرجل صاحب البيت وكاد أن يقع على الأرض متهالكا .. ووجه نظره ناحية ذو الياقة المنشاة متسائلا.. فلم يمهله ذو الياقة المنشاة أكثر .. فأتبع :
- وفي هذا الصندوق الأخر ... زجاجات من المشروبات الروحية الخفيفة التي يحتوى بعضها أيضاً على مادة أقل تأثيرا من الخمر ... والمكونة من ماء " الشعير المغلي " للأبناء والزوجة ؟؟!!..
لم يمهل ذو الياقة المنشاة صاحب البيت أكثر .. فسرعان ما كان يخرج من جيبه الداخلي " عدة شيكات " .. جاهزة للصرف .. بمبالغ لا بأس بها وهتف :
- وهذه المبالغ هي لمصروف العيد للعائلة والأسرة .. والأبناء ؟؟!!
أدار الرجل ذو الياقة المنشاة ظهره مغادرا المكان وهو يقهقه بشدة ..
ولم يلبث أن استدار بحركة مسرحية مبتذلة نحو صاحب البيت مرة أخرى وهو يتمتم :
- لقد نسيت أن أقول شيئا بسيطاً .. أرجو أن لا تنس بأن غدا هو يوم الانتخابات الحاسم .. وأنت تعرف بأنني على رأس قائمة المرشحين لهذه الانتخابات .. وأنا أعرف بأنك رجل طيب جداً .. ولن تبخل عليّ بصوتك .. لا أقصد صوتك فحسب .. بل صوتك وصوت أولادك .. وبناتك .. وزوجتك .. وأقاربك ؟؟!!
.. كان الاستنكار للموقف شديدا ً .. فلقد دق الأرض بقدميه بقوة وشدة في ضربات استنكارية عصبية متلاحقة .. رفضاً لهذه المهزلة التي قام بها ذو الياقة المنشاة ...
لم يكن صاحب البيت هو من قام بهذه الحركة العصبية الاستنكارية .. .. بل .. كان " الكبش " ذو القرنين ؟؟!!
أما الرجل صاحب البيت .. فقد كان له شأن آخر يشغله ؟؟!!.. فقد كان يتفحص الشيكات .. وصناديق المشروبات الروحية المختلفة ..
استأنف حركات الاستنكار والرفض من جديد وبشدة .. ليس الرجل بالطبع .. بل " الكبش " .. ولم يلبث أن اندفع ناحية صاحب البيت بقوة .. فضربه بقرنية العظيمين ... فطوح به إلى الأعلى .. ثم سقط على الأرض ..
كانت السقطة من القوة لدرجة أن الرجل قد حطم كل زجاجات الخمر والمشروبات الروحية وسالت على الأرض .. وتمزقت كل الشيكات التي كان يحملها ...
... وفي مرحلة النزاع الأخير لصاحب البيت .. كان يشاهد " الكبش " وهو يفر من المكان .. ؟؟!!

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏قبعة‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏طائر‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏

تم عمل هذا الموقع بواسطة