إهداء لشاعر القدس العظيم والمقاوم الاول الدكتور لطفي الياسيني
رائِحةُ القُدسِ ....
بِقَلَمِ الشَّاعِرِ إِحسَانُ الخُورِي
في البَدءِ كانَتِ القُدسُ ..
والقُدسُ صَارَتْ ياسَمينَةً ..
نَظرَتْ ذَاتها وَقالَت هَذا حَسَنٌ ..
مَدَّت أوراقها نَحوَ جَمْهَرةِ الرَّحِيقِ ..
لَمَسَتْ وَشوشَاتَ العِطرِ ..
هَمَسَتْ ..
مِثْقالُ نَشُوقٍ ويَثمُلُ الزَمَنُ ...
يُجِيبُها الفَجْرُ وَهُوَ يَتَمطَّى ..
ويَستَفِيقُ مِن الحُلْمِ ..
يَكْشِفُ أَسْرَارَ الكون النَّدِيَّةَ ..
يُمَشِّطُ الشَّمسَ ..
وَيَرسُمُ البِدَايَاتَ ..
أَنْتِ آسِرَةٌ حَدّ الدَّهْشَةِ ...
أَنْتِ الوَهَجُ الرَابِضُ أَعلَى السَّمَاءِ ..
رَائِحَتُكِ بَلسَمُ الحَياةِ ..
وَمِنْكِ يَتَضَوَّعُ التَّيْهُ وَالاِفْتِخَارُ ....
وَكَأَوَّلِ وَصَايَا الفَجْرِ ..
اِمْلَأ فَمَكَ مِن تُرابِ القُدسِ ..
وَتَحَسَّر ...
عَلَى مَنْ تَبَعْثَرَتْ عِظَامُهُ فِي الغُربَةِ ..
عَلَى مَنْ رَكبَ صَهْوَةَ الذُّلِّ ..
عَلَى مَنْ وَقَفَ مُرتَعِشاً أَمَامَ الأعدَاءِ ..
وَعلى مَنْ تَوَرَّطَ فِي خُبْثِ الخِيانَةِ ...
وَتَذَكَّر ...
أَنَّ القُدسَ مَهْوُوسةٌ بِأبناءِها ..
لَا يَنْخُرُها السُّوسُ ..
هي لَيْسَتْ آلَامَ الأَطفالِ وَفَرَحَهُم ..
ليْسَتْ تَعبَ العَابِرين ..
وليْسَتْ حِوارَ المآقِي ..
بَلْ هي أَكْثَرُ عُمُقاً مِن الأَمْجادِ ..
هي عِظامٌ عَتيقَةٌ للأجدَادِ ..
هي قَهوَةُ الرُّوحِ ..
وبِبَساطَةٍ هي وَرَقةُ الزيتونِ الأخضَرِ ..
هي غِوايَةُ أزْهَارِ الَّلوْزِ ..
هي غُنْجُ الدَّحنُونِ ..
وهي التي جُبِلَتْ لِأزمِنَةِ الأبَدِيَّةِ ...
ولْتَفْقُد أشْيائَكَ جَميعُهَا ..
ولَكِنْ ياوَلَدي لا تَفْقُد القُدسَ ....