الزمانُ ألوان
---------------
أيا زمناً كثُرَ فيه المعاتيه
هذا متكبرٌ وذا يلفُّهُ التِّيه
وذا يتشدقُ فلا رادَّ لقُبحه
متألهاً كفرعونَ والكفرُ بفيه
وذا بقوةِ بطشهِ صار سيداً
والكلُ يتَّقي شرَّهُ ويُداريه
أيا زمناً تلوَّنتْ كل طِبَاعِهِ
كجلدِ حرباءَ كلُّ لونٍ فيه
عذراً يازمانُ لستَ متلوِّناً
لم يَعُدْ للإنسان ما يُرضيه
فذا لونُ الظلمِ قد راقَ له
وذا لونُ القتلِ بكلتا يديه
والمتربصُ كلُّ لونٍ يروقُه
بجنازةِ قتيلهِ يمشي يبكيه
فَقَدَ كلُّ لونٍ ما له مِن رونقٍ
لا لعيبٍ بل لسوءِ مُستخدِميه
فالكِبرُ والظلمُ والقتلُ شواذٌ
في زمنٍ متلونٍ لا رحمة فيه
فالأحمرُ للشقائقِ أبهى لونٍ له
وبياضُ الياسمينِ ما يساويه
خَضَارُ الربيعِ يرقصُ الكونُ لهُ
وأزرقُ عينِ الجميلِ مَا يُجاريه
فلون الرحمة قد فاقهنَّ بهاءً
والقلبُ الرحيم يُسعِدُ مجاوريه
يازمانُ عذراً فالعيبُ باتَ فينا
قَلَّ الصالحون وزاد َأهلُ التِّيه
وزادَ الفاسدون في كلِّ ركنٍ
وانبرى للمناصبِ كلُّ سفيه
إلا من رحمَ ربي وذي نعمةٌ
فتغلِبُ محاسنُهُ جُلَّ مساويه
فمن درى أنه في الغدِ راحلٌ
سجدَ للهِ من خشيةٍ يناجيه
رباه فرِّجْ همَّ مَن أتى متذللاً
وأعنَّا على الزمانِ ومَن فيه
واجعلنا داعين للهدى تفضلا
يامَن لا يرُدُّ داعيا رفعَ يديه
محمد حميدي
سورية - حلب