صادفت يوم أمس الاثنين الذكرى السنوية لوفاة فضيلة الشيخ امين طريف الرئيس الروحي السابق للطائفة المعروفيّة في البلاد ، حيث وافته المنيّة يوم 02.10.1993 .
ولد فضيلة الشيخ سنة 1898 لعائله متدينه في قرية جولس في الجليل الغربي ، حيث كان اصغر الاولاد في عائلته التي تألفت من 4 اخوة واختين . تلقى تعليمه الابتدائي في قرية الرامة في مدرسة خاصة تابعة للجمعية الروسية الملكية ، استمر تعليمه الابتدائي 4 سنوات حتى انهاء الصف الرابع الذي كان اخر صف في تلك المدرسة وبعدها عاد الى قريته في جولس .
سنة 1911 توجه " الشيخ الصغير " الذي بدأت مظاهر التدين ، التقوى والايمان تبدو عليه الى خلوات البياضة في لبنان للدراسة والتعمق في الاسس الدينية وللتعبد والتصوف ، وفي سنة 1918 وبعد ان ختم الشيخ الفتي دراساته الدينية ، تُوج بالعمامة البيضاء المكلوسة واصبح شيخا معترفا به وله بالسيادة .
رجع الشيخ الفتي من البياضة في لبنان الى قريته جولس ، وتبنى حياة الزهد والورع ، والسير طبقا للتعليمات الدينيّة .
استلام رئاسة الطائفة
في سنة 1928 توفي والده الشيخ محمد طريف الذي تولى رئاسة الطائفه مدة 40 عاما . وكان لا بد من تعيين رئيسا للطائفه خلفا له ، وتم اختيارالشيخ أمين الذي عارض ذلك في بداية الامر معارضة شديدة.
منذ تولى فضيلته الرئاسة الروحية للطائفة (1928/3/21) وضع لنفسه برنامجا ارشاديا وحركة توعية لابناء الطائفة في البلاد ، فقد اتفق مع عدد من أعلام الدين في البلاد انذاك على القيام بجولات تضم جميع القرى الدرزية والهدف منها الوعظ والارشاد ، وتنشيط حركة الدين بين ابناء الطائفة الدرزية . أخذت تلك الجولات تتكرر سنويا ، وكان ابناء الطائفة ينتظرون قدوم فضيلته ويعتبرون ذلك عيدا لهم . وتفرعت مسؤولية الوفد ، لحل جميع المشاكل التي وقعت في القرى الدرزية وعمل الشيخ طيلة حياته لخدمة الطائفة ورفع مكانتها في البلاد والخارج .
في ليلة الأحد 2.10.1993 انتقلت روحه الطاهرة بأمر باريها وهو في تمام الصحة والعافية والعقل الكامل والسليم .
خبر وفاة فضيلته هز أرجاء القرى الدرزية ، واعلن الحداد في جميع القرى الدرزية في اسرائيل ، حيث تعطلت المدارس والمؤسسات الرسمية لمدة يومين ، وأعلنت حكومة اسرائيل ان مراسيم الدفن ستتم وفقا لمراسيم دفن رؤساء الدول.
في يوم 4.10.1993 تمت مواراة جثمانه الثرى في تظاهرة جنائزية ضخمة ، شارك بها ابناء الطائفة الدرزية ووفود من جميع الطوائف في البلاد وعلى رأسهم رئيس دولة اسرائيل ، ورئيس الحكومة ، ورئيس الكنيست ، وقضاة ، ووزراء ورؤساء الطوائف الدينية وممصلون عن سفارات ، وحسب تقرير الشرطة فقد شارك في تشييع الجثمان أكثر من 150 ألف مشيع .
لشيخ المرحوم امين طريف