تغريدة الشــــــــــعر العربي
بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي
------------------------------------
مع شاعرة الياسمين
الشــــــــاعرة اللبنانية منى ضيا
انا أنثى تعشق العشق
لكن إن سألوني عنه
أفضل الصمت ،،
فهو أكبر وأسمى
من أن نتكلم عنه...
= = =
تظل أحلام عاشقة تبوح بليلة حب تملأ براح النفس تجسد مشاعر أنثي مسكونة بجنون الياسمين بين أفانين الطبيعة الخلابة من بيروت جنة الأرض وسر الحضارة وعراقة " الأرز " و عبقرية الحياة نتوقف مع صوت نسائي يمتلك روح الغزل و الحب تجربة أنثي تزاحم الرجل الشاعر فتكتب فيه روائعها الشعرية في مكاشفة و تصريح بلا خجل او خوف يمنعها من تدوين مشاعرها ---
و من ثم تسطر ما يجول بخاطرها في عفوية و تلقائية تباريح العاطفة التي تمتزج بخفة وصفها و تشبيهها في اقتحام ثم تغازل الوطن في لوحات جمالية تتجلي فيها رؤية الجمال النصي في تباين يكشف لنا مدي بناء القصيدة التي تتخذ من وحدة الموضوع انطلاقة نحو جوهرها الحقيقي هكذا نحلق مع شاعرة الياسمين " مني ضيا " زهرة الجنوب عاشقة الحب و الجمال و الدلال تستنطق معني الوجود في كبرياء -------
و التي تجعل من الرجل فارس عاشق متيم تهيم هي به تستدعي اعجابها وحبها فتطارده قمرا في محرابها المقدس تستلهم منه صدي الحياة -----------
ولدت الشاعرة اللبنانية " منى داوود ضيا " في بيروت ومن جنوب لبنان الشامخ تقع قريتها ( بافليه ) قضاء صور -------- حيث الحضارة و التاريخ و الجمال ---
تلقت تعليمها في مدرسة الراهبات في الدكوينة الأنطونية ومن ثم أكملت تعليمها في مدرسة البطركية و قد حصلت على ماجيستر في الأدب العربي في الجامعة اللبنانيّة
أنتاجها الأدبي :
---------------
= مشاعر أنثى ,
= أحلام عاشقة ؛
= أحلام ونثر مجنون
مع سر لقب " شاعرة الياسمين " :
------------------------------
تروي أن : لقب الياسمين رافقني قبل أن أخذ لقب الشاعرة من وطني الحبيب لبنان من كثرة ما أكتب عن الياسمين بخواطري
شـــــــــــاعريتها :
-----------------
عاشت شاعريتنا في بيئة جميلة وطبيعة ساحرة تفجرت طاقاتها الفنية بين أفنانها ورافة الظلال و سر " الأرز " و الحضارة و التراث و جداول الشام -----
و قد تأثرت بالتجربة النزارية و من ثم ظهرت ملامح جرأتها في التعبير و التصوير الفني من خلال ابداعها فهي تكتب بما تشعر لا نظر للخلف
نعم تكتب للحب وللرجل تقدم روائع احاسيسها مع الحياة لها قاموسها ومعجمها الخاص المتدفق بمفردات لا تقترب منها المرأة الشاعرة الا قليل فهي تختصر مسافات العشق ملوحة في صراحة ومكاشفة وجرأة و فلسفة تأملية بعيد النغموض تطل علينا بالغزل الذي يزين مقاطع شعرها بالوصف الحسي في رؤية تزاحم بها شعراء الغزل من عشاق العرب المتيمين فهي رافد أنثوي في المدرسة " النزارية " تقتحم مخدع الحب و الغزل و العشق تغني في محراب الرومانسية بكل زخارف الحياة --------
لكنها لا تنسي الوطن المحمل بالذكريات فرحا و ترحا ورمزا للحب و الكبرياء ---------
فالرجل معادلة شعرية عندها تطوف حول ظلالها تعانق اسرار باعث الحب و الهوي و الجمال من خلال مفردات تنم عن مؤثرات روحانية وجسدية تترجم و تسجل كل ما هو في دائرة الشعور -------
فهي تسابق نزار قباني من بيروت في اقتحام وجه الغزل في تصريح و جرأة من امرأة شاعرة تعارك القصيدة دون رمز او غموض بل في مكاشفة من خلال معجمها الخاص المطرز بالفاظ العشق و الحس كما في هذه المقطوعة :
فَوقَ هَمسُ المُحالْ
شُدَّني إلى حَنانِكَ
أَراكَ طَيفاً...وقُبلهْ
وتَقْهَرُني وتَسحَرُني
أَينَ هَواكَ والوَهْمُ؟؟؟
فَأَنفاسُكَ دَلالْ
أَغِيبُ عَنْ وَعْيّ بِلَمسهْ
---
وأَضيعُ كَأَنيّ
أَنينَ نَهْدي وَأَنِّي
حُلوٌ يا حَبيبي اللقاءْ
إِنّْ قَبَّلْتَ مِني الخُدودْ
تَضيعُ مِني الحدودْ
قُبَلٌ ونُهُودْ
بَرقٌ ورُعودْ
---
أُداعِبُ عَينيكَ
.. وَيَطيبُ المنالْ
إِنّ لامَسَتْ الشِفاهَ ثَغْرُكَ
أَضيعُ في غَفْوةِ الاطيافْ
وأُصبِحُ شَفَّافَةُ عُطرِكَ
و سنورد القصيدة كاملة من خلال مختاراتنا الشعرية لشاعرة الياسمين عاشقة الحب و الغزل و الدلال صوت الحياة في تجربة فريدة زاخرة بالرومانسية في تلقائية تنثر حوفها حبا و ربيعا للمتلقي أنها أنثي العشق و الجنون --------
و من خلال الغزل و الحب تنسج " ليلة حب " تقول فيها :
( ليلة حب )
إِذا لَمَسَتْ من روحِكَ يَدِي
تَنسابُ نَحوي لِذَةُ البَدَنِ
وتَنتابَني سَكْرَةُ الغَدِ
وتَقْشَعِرُّ أَوصالي بِالسُكُنِ
وَتَسْري
وتَسْري
وأُلامِسُ يَدَكَ في السِرِ
وَيَطيرُ مِنْ حَوْلي العَقْلُ والفِكْرِ
وأَغْرَقُ في لُجَةِ الشَجَنِ
وتذوبُ في فَمي شَفَّةِ الَلحْنِ
تُدَوْزِنُ كُلَ أَوتاري .
وتُشْعِلُ في اللَيلِ كُلُ أَفْكاري
وَأَسْكُنُكَ وتَسْكَنَني
وَتَضِيعُ مَعي كُلُ أَسراري
وعِنْدَما تَعْصُرَ خَصري
يَفْرَحُ ولَو كان مَوجُوعا
= = =
تهيم شوقا بحب البلاد فتبدع في قصيدتها التي منها هذه المقطوعة :
بلادي
هُناكَ التَقَينا
ودَلَّتْ البِنَانُ على تَلاقِينا
وبُحورُ العُرْبِ تُقَارِبُ الغُربَةُ يَقِينا
..... وَما عادَتْ طُيورُ الحُب تُوَاليناِ
وزَادَ الوَجَعُ أَلَما..
وَعُدنا نَتَجَرَعُ كَأْسَ الفُرَاقْ
.. نَشْتَاقُ مَعَهَا الى العِناقْ
وعَادَتْ الفُرْقَةُ سَقَما..
وعَبَرَ فينا النِفَاقْ
مَتي مَتَى إِجْتَمَعَ شَمْلُنا
مَتى ارتَاحَتْ المُؤامراتْ؟؟
وَكَيفَ هُجِّرْنا مِنَ السَاحَاتْ؟
جَحَافِلُ الكُرْهِ آفَاتْ
مختارات من شــــــــــعرها :
-------------------------
و لها قصيدة بعنوان " المُحالُ والخَيالْ " روعة تفوح بالحب و الجمال و الخيال و السحر و الدلال قمة التصوير و النسج الشعري في تكامل مرتبط للنص من خلال الجمل التي تتواصل دفقة شعورية حارة تستدعي " المُحالُ والخَيالْ " من ظلال الروح التواقة الي الهوي في حنين الذكريات التي تترجم عواطفها الصادقة في انسيابية محملة بالرؤي و التعبيرات الممتلئة بفلسفة العشق في تصويرات و ايقاعات تفتح مسارات الغزل فتقول فيها :
المُحالُ والخَيالْ
ضُمَّ مِني الخَيالْ
فَحَقيقةُ قَلبي سُؤالْ
.. شاحَتْ عُيوني
نَهَضَت ظُنوني
. فَوقَ هَمسُ المُحالْ
شُدَّني إلى حَنانِكَ
أَراكَ طَيفاً...وقُبلهْ
وتَقْهَرُني وتَسحَرُني
أَينَ هَواكَ والوَهْمُ؟؟؟
فَأَنفاسُكَ دَلالْ
أَغِيبُ عَنْ وَعْيّ بِلَمسهْ
فَأَطيرُ أَطيرُ
فَوقَ الخَيالِ أَسيرْ
وأَعودُ وَعْياً ودلالْ
أُصْبِحُ نَسمَةً شَفافَهْ
حَقيقَةُ طَيفٍ ورَهافَةْ
تُلاعِبُني
... فَأَغيبْ...وأَصْحُوَ
فَتُعاتِبُني
... وَأَغْفو على كَفَيِّكَ
أُداعِبُ عَينيكَ
.. وَيَطيبُ المنالْ
إِنّ لامَسَتْ الشِفاهَ ثَغْرُكَ
أَضيعُ في غَفْوةِ الاطيافْ
وأُصبِحُ شَفَّافَةُ عُطرِكَ
كأَني نَسمَةٌ مِنْ سِحْرِكَ طَافْ
ويعودُ السؤالُ والمُحالُ والخَيالْ
إِن لْمَستَ مِني المُحَيا
أَذوبُ كأَني الشِتاءْ
فَلا أَدري ما بيَّ
وأَغْفو على حَفيفِ الهَناءْ
وأَضيعُ كَأَنيّ
أَنينَ نَهْدي وَأَنِّي
حُلوٌ يا حَبيبي اللقاءْ
إِنّْ قَبَّلْتَ مِني الخُدودْ
تَضيعُ مِني الحدودْ
قُبَلٌ ونُهُودْ
بَرقٌ ورُعودْ
وأُصبِحُ في دنيا الكَمالْ
أَراني طَيفاً بَينَ يَدَيكَ
وأَعودُ وَاقِعٌ دونَ راحَتيكَ فَضُمني
والْمِسْني
حَتى أَبقى في دُنيا الجمالْ
والخَيال ْ والخَيالْ
====
وتقول شاعرة الياسمين " مني ضيا " في قصيدة بعنوان " ألم " تسجل فيها ملاحظاتها وداخلها مشاعرها التي ترصد نوبات الآلام و الأوجاع المحاصر للنفسي تبحث عن خليل يحول الحزن و الألم الي ربيعا وحلما تشرق منه الروح بومضات جمالية بعد رحلة محفوفة بالمخاطر و المتاعب فتصور المواقف شعرا في لوحة فنية تسرد مدي المعاناة فتقول في صرختها التأملية :
تُعانقُني كَأَنَكَ سِوارُ العيدْ
تَتَعَلَقُ بِرَقَبَتي وأَنْتَ سَعيدْ
وَتَؤرِقُ بالآلامِ نَفْسِي
وقَلبي لا يُجِيبُ على نَفَسي..
وتَنْسلُّ ثَقيلا..
الى الاضلاع
إلى القَلبِ أَو هَكذا أَظُنْ
والعَظْمُ يَئِنْ
فَيُضْحي بَينَ ثَناياهُ خَليلا
يَهِدُني الالَمْ
بَينَ سَكَنٍ وما بي ولَمْ
وَيَقْطِرُ عَلَيَ الراحَةَ بَخيلا
ويَرْميني بَينَ القُعُودِ عَليلا .
أَو فَوقَ الفِراشِ مُتْعَبَهْ
وتارَةً أَتَسَنَدُ عَلى الجِدارِ
مُهَدْهَدَةٌ مُرتَعِبَهْ
ويَحِيكُ اللَيلُ حِكاياتي
يَعُدُّ عَلَيَّ آهاتي
مَعْ كُلِ الثَواني بِطولِ ساعاتي
تَارةً أَكُونُ مُحاربهْ
وتارَةً أَتَلوى مُحاولةً مُتَوارِبهْ
ويَنّْخُرُ في لُهاثِ كَلامي
ويَجُوبُ في أَساريري وَأَحْلامي
أَلَمُهُ يُزِيدْ
وَجَعَهُ يَزيدْ
وَبِالأَلَمِ يُكِيدْ
ويُكَدِرُ عَلَيَ سَيري
تَارَةً يَدي عَلى خَصْري
وَتارَةً عَلى رَأْسي
وَأَنْسَى مِنْ وَجَعي عُمْري
وَأَشْكو لله كُلَّ أَمْري
فَلَهُ كُلُ الآهاتِ وسِري
ولَهُ كُلُ حَمْدي وَشُكْري
===
و في قصيدة أخري تتوسل تقدم روح العطاء و الفداء فتهدي عمرها تضحية للحب الذي ترمز اليه في استثناءات بهمس الجنون وروعة الأحلام معطرة سيرة الأيام في صراحة بعيدا عن الظنون تعانق الشفاه بين اشواق محترقة و حنين الزهر فتقول :
فداكَ عُمري
ضاقَ صَدري
منكَ عُطري مذ يوم ولادتي
يا من ضوعت في الطيوبِ
وسادتي
ظننتُ العيونْ
همسٌ جنونْ
ضواحكٌ لكَ لكنكَ
صميمُ آهتي
تلك الظنونْ حديث عُمري
سكنةُ أَمري
تِلكَ الجفون نشوايَ وسَكرتي
ضُمَني فإنك الشفاهُ
لساني فاهُ
عقلي تاهْ
تبكي لحرقِ اشواقي وزفرتي
سكيبُ الدموعِ
هفيفهُ لواعجٌ تحرقُ اصابعَ الشوقِ
وجنتي
يا من عيوني لقلبكَ طفولة
اعيشُ في سِحرِها
ساعتي......
أعتصرُ الوسادة..
اكفكفُ دموعي الراكدةْ
عَلَّ تهدأُ ثورتي
وأذوبُ .......أذوبُ
ولا أتوبُ...ولن أتوبَ
من فورتي...
فأنتَ الزمانُ
انتَ المكانُ ...لعزوتي..
وأضمُ و أبكي
اضحكُ وأشكي
........لوهلتي...
لجمرتي...
ليومٍ لغدي لما هو يأتي
لشوقي ...لحرقي
لحرمانِ ذاتي
إنتظرْ يا هذا الساكن فيَّ
أُحبكَ يا عتي يا لوعتي..
يا من أراك بَصَري
يشتاقُ اليكَ سريري
والمِخَدةُ والوزارُ الاثيري
وحضني الوثيري
لتبقى في مُقلتي...
في مُقلتي......
و في نهاية رحلة الياسمين مع شاعرتنا البيروتية زهرة الأرز اللبنانية " مني ضيا " التي فضت بكارة القصيدة الأنثوية حلما ورديا بعشقها لملامح الرجل الذي يبادل المرأة مشاعر الروح في تصريح تهيم به الكلمات شوقا فمن خلال تجربتها التي استسقتها من معين " نزار قباني " في جرأة ووظفت معجمها الخاص في ذاتية تؤثر في خط سير القصيدة الغزلية المحاصرة بألفاظ الحب و الهيام تنهل من دوحة الغرام بين حنين الذكريات تنادي الرجل من غفوته كي ينساب بين الظلال حلم و فرح و أمنية داخل سياج الوطن مسيرة الأشواق مع بساتين الياسمين المورقة بالجنون و العبقرية دائما
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله
=============

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏يبتسم‏‏

تم عمل هذا الموقع بواسطة