خبير زلازل يتحدث عن أماكن وتوقيتات حدوث الزلازل المُدمرة في فلسطين
أكد الدكتور جلال الدبيك، مدير وحدة علوم الأرض وهندسة الزلازل في جامعة النجاح الوطنية، أن أكثر المناطق الفلسطينية عرضة للزلازل، وتعتبر بؤر زلزالية، هي منطقة بحيرة طبريا، وما بعد منطقة شمال طبريا بعشرة كيلومترات، باتجاه أصبع الجليل شمال فلسطين، إضافة لمنطقة وادي عربة، والبحر الميت، والأغوار وبيسان، ومنطقة صدع الفارعة الكرمل، وكذلك البحر الأبيض المتوسط.
وقال الدبيك لـ"دنيا الوطن": إن عدد الزلازل التي حدثت منذ الساعة الخامسة من فجر يوم الأربعاء، وحتى الساعة الخامسة من فجر اليوم السبت، وصل إلى 40 زلزالًا، وما تم الإعلان عنه فقط 20 هزة، وهؤلاء كانوا أكثر من درجتين ونصف على مقياس ريختر، لافتًا في الوقت ذاته إلى أنه يوميًا تحدث زلازل في الأراضي الفلسطينية، وفي مناطق محددة تشتهر بأنها مركز حيوي لتكوين الزلازل، كمنطقتي شمال شرق وشمال غرب بحيرة طبريا، التي كانت أكثر المناطق اهتزازًا خلال الأربعة أيام الماضية.
وأوضح أن كل بؤرة من تلك البؤر المذكورة، يحدث فيها زلزال مُدمر دوري بفترة زمنية مُعينة، فلو أتينا إلى شمال بحيرة طبريا، يحدث فيها زلازل مرة مئات السنوات، وآخر مرة حدث فيها الزلزال المُدمر كان في عام 1202، أي قبل أكثر من 800 سنة، حيث تم تصنيفه كأحد أقوى الزلازل في التاريخ، كما أنه في عام 1759 حدث في صداع الفارعة الكرمل، وتتكرر الزلازل في هذا المكان مرة كل 250 إلى 300 عام، فيما منطقة البحر الميت يتكرر فيها الزلازل مرة كل 100 عام.
وأشار الدبيك، إلى أن هنالك عدد من السيناريوهات المُتوقعة التي قد تحدث نتيجة الهزات الأرضية، التي تحدث بشكل يومي منذ يوم الأربعاء الماضي، ولكن في أغلبها لا يشعر بها المواطنون، متابعًا، العلم يقول: إن هنالك احتمالية لوقوع زلازل مُدمرة ولكن في المستقبل، مستدركًا: لكن هل سيحدث الزلزال المُدمر اليوم أو غدًا أو بعد ساعات أو أسابيع؟ الإجابة: في الغالب لا، مع احتمالية ضئيلة بوقوع زلزال مُدمر، لاسيما وأن علم الزلازل علم احتمال.
وأضاف: مجتمعاتنا العربية دائمًا تتحدث عن الخطر، ولا تتحدث عن مواجهة الخطر أو إضعافه، كما دوائر مواجهة الكوارث غير مُجهزة بشكل جيد، مؤكدًا أن الخسائر في الجانب الفلسطيني، ستكون أكبر مقارنة بالجانب الإسرائيلي والجانب الأردني، في حال حدثت زلازل مُدمرة في المنطقة.
واعتبر أن الإمكانيات اللوجستية الفلسطينية ضئيلة مقارنة بغيرنا، بالتالي لو حدث الزلزال المُدمر فإن الضحايا والجرحى سيكون أعدادهم بالآلاف، وكذلك عشرات الآلاف من المباني، ستتضرر جراء ذلك، ما بين انهيارات كُلية إلى جزئية، مشيرًا إلى أن حديث خبراء إسرائيل عن خسائر كبيرة، يأتي بسبب وضعها لحسابات علمية تُجريها كل فترة، حيث تُوضع سيناريوهات، ويتم في النهاية تقدير الخسائر، وعادة ما تكون مبالغ فيها، كالحديث عن (تسونامي).
وختم الدبيك، حديثه قائلًا: تفصيليًا، يتم وضع سيناريوهات لكل منطقة متوقع حدوث الزلازل فيها من الناحية العلمية، ويؤخذ في عين الاعتبار قوة الزلزال، وعمقه، ونوعية التربة "سهلية، طينية، رملية، صخرية"، وكذلك الوسائل الحياتية من مياه وكهرباء واتصالات وطرق، ومدى بُعد مركز الزلزال عن التجمعات السكانية، بمعنى لو حدث الآن زلزالًا في وادي عربة، فلن يؤثر على منطقة الجليل الأعلى، حيث كل هذه القواعد توضع في برامج خاصة، و يتم الخروج بسيناريوهات، تُحدد أعداد الضحايا والإصابات والخسائر المادية.