أنت المليكُ
رداً على عصماء الدكتور لطفي الياسيني بعنوان (سيد الشعراء) التي أهداني إياها في 14/5/2018
شعر: هاني زريفة
ما طالَ مجدَكَ في القريضِ ثناءُ ... أنتَ المليكُ ودونَكَ الشعراءُ
مَنْ أولى منكَ بالمديحِ وعهدُنا ... أنَّ المديحَ بباطلٍ لَهِجاءُ
وبأنَّ تجميلَ القبيحِ شتيمةٌ ... وبأنَّ تعظيمَ الوضيعِ رياءُ
يكفيكَ أنْ نلتَ المكارمَ كلَّها ... فرداً واسمُكَ للسناءِ سناءُ
فعلى قلاعِكَ حامَ نَحبُ شواعرٍ ... وعلى الحصونِ تساقطَ الشعراءُ
ومنَ الصحائفِ فاض سيلُ مواعظ ... ومن المحابرِ جذوةٌ وضياءُ
ونسجتَ من ألقِ الحروفِ خمائلاً ... شخصتْ على أسوارها الحكماءُ
وبثثتَ في صورِ القريضِ كواعباً ... غَنَجاً تميلُ ومشيُها الخُيَلاءُ
يسبي القلوبَ دلالُها وجمالُها ... حورُ العيونِ يُزينُهنَّ حياءُ
بحرٌ، تفتَّقَ من يديكَ بيادرٌ ... ومنَ الجبينِ مشاعلٌ وإباءُ
ليثٌ ترابطُ في الخليلِ، مقاتلٌ ... للقدسِ درعٌ للجليلِ لواءُ
فغدوتَ للأجيالِ خيرَ معلِّمٍ ... أنَّ الحياةَ مواقفٌ وفداءُ
لا عيبَ فيكمْ غيرَ أنَّ ديارَكمْ ... مقرى الضُّيوفِ يؤمُّها النُزلاءُ
ولكم وددتُ بأن أطوفَ بمهدها ... فيُعمرّ القلبَ الجزوعَ دُعاءُ
لكنَّها مدنٌ تقادمَ سبيها ... سُلبتْ وحالتْ دونها الدُّخلاءُ
نامتْ عروشُ الذُّلِ عن صَرَخاتها ... لا قرَّ عيناً دونها الجبناءُ