رواية ... " النفـــق " ( الجزء الرابع ) د. سليم عوض عيشان ( علاونه )
======================
" الإهــداء "
إلى شهداء الأنفاق المظلمة ..
ليست الأنفاق المادية فحسب أعني
ولكن تلك الأنفاق المعنوية أيضاً .
------------------------
" مقدمة "
في وقت ما .. عاش الناس في نفق طويل مظلم ...
مات البعض وعاش آخرون ليرووا قصة ظلمة ذلك النفق .
المؤلف / سليم عوض عيشان (علاونه )
__________________
" الجزء الرابع "
- هل أحضرت النقود ؟ .. لا أريد أن تفلسف الأمور على هواك .. فلا داعي للحذلقة .. ولا وقت عندي للجدال والنقاش .
صرخ الرجل الفظ بحدة وهو يوجه نظرات نارية إلى الشاب الذي كان يقف بذلة وانكسار أمامه .. رد الشاب بصوت تخنقه العبرات :
- نعم يا سيدي .. لقد أحضرت المبلغ .
- بالكامل ؟
- بالكامل يا سيدي ..
- خمسة آلاف دولار لا تنقص سنتاً واحداً .
- لا تنقص سنتاً .
- وماذا تنتظر ؟ .. هيا .. ضعها على هذه المنضدة .
راح الشاب يخرج النقود من بين ثنايا ملابسه .. رزمة رزمة .. وضعها أمام الرجل على المنضدة بيد مرتعشة .. تمتم الشاب بصوت متحشرج :
- خمسة آلاف دولار لا تنقص سنتاً .. ها هي يا سيدي .
- جيد .. لقد أصبحت شاباً عاقلاً .. ولم تعد أبلهاً .
- الله وحده يعلم كيف حصلت عليها .
- هذا لا يعنيني مطلقاً .. المهم أنك حصلت عليها .. والأهم .. أنني حصلت عليها في النهاية .. اطمئن .. فسوف يكون كل شيء على ما يرام .
- متى يا سيدي ؟
- عليك الانتظار قليلاً .. حتى الشهر القادم .
فوجئ الشاب بالأمر .. تمتم بألم وامتعاض :
- الشهر القادم ؟! .. مستحيل يا سيدي .. فإن زوجتي لا تستطيع الانتظار حتى الشهر القادم ، فمن الضروري أن تكون بيننا في أقرب وقت ممكن .
- المنتظرون على القائمة كثيرون ، عليك الانتظار حتى يأتي موعدك .. في الشهر القادم على أقل تقدير .
- أرجوك يا سيدي .. من المستحيل ذلك .. أرجو أن يتم ذلك في أقرب فرصة .. غداً .. أو بعد غد .. أرجوك يا سيدي .
صرخ الرجل الفظ بتهكم :
- ولماذا لا يكون اليوم ؟! .. ولماذا لا يكون الآن ؟! . إن الأمور تحتاج إلى تدبير وتجهيز وإعداد .. وهذا يحتاج إلى الوقت الكافي .. علاوة على ضرورة انتظارك حتى يأتي دورك على القائمة .
- أرجوك يا سيدي .. أتوسل إليك .
- أرى بأنك تكثر الرجاء ، وتكثر التوسل ، يبدو أنك تجيد هذه الأشياء ، ويبدو أن لديك الكثير منها .. إذا كان الأمر كذلك ، فأنا أنصحك الاحتفاظ بهذه الأشياء لعرضها على أناس آخرين غيري ، فإن مثل هذه العملة الرديئة غير مقبولة عندي ..العملة الوحيدة المقبولة عندي هي شيء اسمه الدولار ، هل تفهم هذا أيها الشاب؟ .. إن وقتي ثمين .. بل ثمين جداً كما أفهمتك ، فيكفيني ما أضعته معك من وقت طويل في هذه الصفقة الخاسرة .
صمت الشاب .. تحشرج صوته .. خنقته العبرات ، فهو في عجلة من أمره ، بل إن الأمر ضروري وملح ، فزوجته حامل في نهاية الشهر التاسع ، وهي ستضع مولودها خلال أيام قلائل .. الرغبة الأكيدة عنده وعند زوجته وعند والديه أن تكون زوجته بينهم عند الوضع ، فهذا أول مولود لهما ، وأول طفل للعائلة منذ سنوات طويلة .. وهو لا يستطيع أن يصارح الرجل الفظ بحقيقة الأمر ، هو لا يريد أن يعلمه بهذه الأمور .
غلب البكاء على الشاب .. سالت الدموع من عينيه كالمطر المنهمر ، حاول أن يتحدث ، أن يتفوه بحرف ، ولكن صوته كان مختنقاً بالعبرات والحشرجة .
يبدو أن الرجل الفظ لاحظ ما بالشاب من تأثر ، ويبدو أن قلبه قد رق للشاب أخيراً .. هتف بصوته الأجش من بين الدخان الأزرق المتصاعد من لفافته الغريبة :
- حسناً .. حسناً أيها الشاب ، لقد رق قلبي لك يا ولدي ، سوف أفعل المستحيل على أن تكون زوجتك هنا في الغد .. عليك أن تتصل بها في مكان إقامتها هناك ، وعليك أن تطلب منها أن تعد نفسها من الآن ، وعليها أن تكون جاهزة في الجانب الآخر غداً صباحاً .
ولم يلبث أن أخرج من أحد جيوبه الداخلية ورقة مطوية ناولها للشاب قائلاً :
- وهذه هي ورقة التعليمات ، مدون بها العنوان والأشخاص ، ويجب أن تلتزم أنت وزوجتك بما جاء بها جيداً .
- أشكرك يا سيدي .. أشكرك من كل قلبي .
- لا داعي للشكر يا ولدي .. هيا .. رافقتك السلامة .. وكذلك زوجتك .
غادر الشاب المكان وقد ارتسمت شبه ابتسامة على محياه ، فلقد شعر أن الجانب الإنساني قد غلب على الرجل الفظ أخيراً ، لام نفسه كثيراً لأنه كون فكرة سيئة عن الرجل في الوقت السابق .
لم يلبث أن تنبه من أفكاره بعد أن سار عدة خطوات مغادراً المكان ، فلقد أتاه الصوت الأجش للرجل الفظ :
- لقد نسيت أن أقول لك أمراً بسيطاً .. بل هو بسيط جداً .. فإن عليك أن تجهز نفسك أيضاً غداً صباحاً .
- سوف أكون جاهزاً يا سيدي ، وسوف أكون متواجداً منذ الصباح الباكر جداً .
- ولكن لا تنس أن تجهز نفسك جيداً ، وأن تجهز أيضاً ألف دولار .
- ألف دولار ؟! .
- نعم .. ألف دولار لا تنقص سنتاً واحداً .
- لقد دفعت لك قبل لحظات المبلغ بالكامل .. خمسة آلاف دولار .
- حقاً أنت قد فعلت ذلك ، ولكن ذلك كان للبريد العادي .
- البريد العادي ؟!
- نعم البريد العادي .. أما البريد المستعجل الذي تطلبه الآن ، فإنه يحتاج إلى مبلغ آخر .. ألف دولار أخرى .
تمتم الشاب بصوت متحشرج من بين الدموع والأنين :
- ألف دولار أخرى ؟! .. من أين ؟!
- هيا .. هيا أيها الشاب .. فلا داعي للولولة والبكاء .. دع الولولة للنساء ، واحتفظ بالبكاء والدموع لتذرفها على أبواب الدائنين .
* * *
منذ الصباح الباكر .. كان الشاب يقف في المكان ، وصل قبل وصول الرجل الفظ وزبانيته ، راح يغدو ويجيء في المكان في انتظار وصول الرجل وبطانته ، ولم يلبث أن انضم إليه بعض الرجال الآخرين بالتدريج .
بعد وقت طويل .. وصل موكب الرجل المهيب ، تحيط به زبانيته من كل ناحية ، يحملون البنادق الرشاشة الآلية بأيديهم والحقد في قلوبهم والتجهم على وجوههم .. أحضروا له المقعد الوثير فجلس الرجل في مكانه المعتاد ، حاول الشاب أن يصل إليه ليعلمه بوجوده منذ الصباح الباكر ، منعه الرجال المسلحون من ذلك ، صرخ الشاب بأعلى صوته :
- أنا هنا يا سيدي .
لم يلتفت الرجل إليه ولم يأبه به ، سرعان ما كان الرجال يجهزون له " النارجيلة " الخاصة غريبة الشكل ، ثم أتبعوها باللفافة المعهودة ، وفنجاناً كبيراً من القهوة .
راح الرجل ينفث اللفافة ويحتسي القهوة بينما انشغل أحد الرجال بتجهيز " النارجيلة " بما تحتاج إليه من أمور خاصة ! .
أشار الرجل بيده إشارة معينة للرجال المسلحين ، فأشاروا بدورهم لأحد الرجال الذين كانوا يقفون إلى جانب الشاب ، تقدم الرجل ناحية الرجل الفظ ، همس له عدة كلمات ، الرجل الفظ لم يتفوه بحرف ، اكتفى بالاستماع ، واحتساء القهوة وتدخين اللفافة ، كل ما فعله أن أومأ برأسه إيماءة خفيفة ، فهم الرجل الآخر منها الدليل على الموافقة على ما جاء من أجله وما همس به للرجل الفظ .. أخرج من بين ثنايا ملابسه رزمة ضخمة من النقود والعملات الأجنبية ، وضعها على المنضدة أمام الرجل الفظ وغادر المكان بهدوء ، أشار الرجل الفظ إشارة أخرى لأحد رجاله ، سرعان ما كان يتناول النقود عن المنضدة ويغادر المكان .
تكرر الأمر مع عدة رجال ، بينما الشاب ما زال يقف ينتظر الإشارة أو النداء للاستدعاء ، وفي كل مرة ينتهي الرجل الفظ من إتمام صفقة مع رجل ، كان الشاب يعتقد أن الدور قد وصله ، خاصة وأنه قد حضر منذ الصباح الباكر قبل هؤلاء جميعاً ، ولكن الأمر طال كثيراً .
بعد عدة ساعات ، كان الرجل الفظ قد أنهى عقد الصفقات مع الرجال الموجودين ولم يتبق منهم أحد ، وأصبح الشاب يقف وحيداً في المكان ، فاعتقد جازماً بأن الرجل الفظ سوف يستدعيه ويسمح له بالوصول إليه .
أشار الرجل الفظ إشارة معينة إلى أحد رجاله المسلحين ، فاعتقد الشاب جازماً أن الرجل سوف يسمح له بالمقابلة ، ولكن سرعان ما كان الرجل المسلح يندفع ناحية الرجل الفظ وهو يحمل بيده لفافة ورقية ضخمة وضعها على المنضدة ثم انصرف .
فتح الرجل الفظ اللفافة الورقية الضخمة فظهر ما بها على مرأى من الشاب الذي كان يراقب الأمر عن كثب وقد نفذ صبره .. فراخ ولحوم مشوية .. كباب .. أسماك كبيرة الحجم .. وأشياء أخرى .
ظن الشاب أن الرجل الفظ سوف يدعو الجميع لتناول الطعام ، فإن ما كانت تحتوي عليه اللفافة الضخمة من الطعام تكاد أن تكفي لعشرة رجال على الأقل ، واعتقد أن الرجل الفظ سوف يدعوه أيضاً لمشاركته في تناول الطعام ، وأنه قام بتأخيره كل هذا الوقت من أجل هذا الهدف ؟! .
بدأ الرجل الفظ في التهام الطعام بنهم غريب ، فانقض على الفراخ انقضاضاً وكأن له ثأراً قديماً عندها .. مال ناحية اللحوم المشوية فغرس فيها أصابعه ، وغرز فيها أنيابه .. ثم اندفع ناحية الكباب ، فرمى الإصبع منها وراء الإصبع في فمه المخيف .. ليلقي بها في جوفه الذي يشبه النفق ؟! .
دقائق معدودة .. أصبحت بعدها الفراخ عظاماً ، واللحوم سراباً ، والكباب رائحة ، والأسماك شوكاً ، فأصبح الجميع أثراً بعد عين .
مسح الرجل الفظ يديه وفمه بأوراق اللفافة الفارغة ، ثم ألقى بها بعيداً ، تجشأ بشكل غريب لعدة مرات ، أشار بيده ناحية أحد الرجال فاندفع نحوه يحمل بين يديه عدة زجاجات غريبة الشكل ، ليست بريئة المحتوى ، فتح الرجل الفظ إحداها وسكب نصفها في جوفه دفعة واحدة ، ثم تدارك الأمر فأتبعه بالنصف الآخر .
عاد إلى " النارجيلة " ، راح يضع مبسمها العاجي بين شفتيه ثم يسحب منها النفس العميق تلو النفس ، ولم يلبث أن .. نام .
جن جنون الشاب وهو يلاحظ تلك الأمور الغريبة تجري أمام ناظريه ، حاول أن يصرخ ، كاد أن يسب ويلعن ويشتم ، أن يتلفظ بأقسى أنواع الألفاظ والشتائم ، ولكنه أحجم عن ذلك عندما تذكر زوجته ، وما سيحدث لها لو أنه تمادى في الأمر ، كتم غيظه وسكت على مضض .
غط الرجل الفظ في نوم عميق ، راح يصدر شخيراً صاخباً يملأ المكان ضجيجاً ، بينما الرجال المسلحون من حوله يقفون في وضع الاستعداد والتأهب .
راح الشاب يكتم آهاته وأناته ، يكتم آلامه ومعاناته ، فأي خطأ منه سوف يكون كفيلاً بالنتائج الوخيمة التي لا تحمد عقباها ، فآثر الصمت والسكينة .
شخير الرجل الفظ يرتفع ويرتفع ، حط سرب من الذباب على فم وأنف الرجل ، ولم يلبث أن ولجهما ، تململ الرجل الفظ في جلسته على المقعد الوثير ، توقف الشخير لبعض الوقت ، صدر صوت هادر متقطع ، لم يكن صادراً عن فمه ، ولكن يبدو أنه كان صادراً عن مؤخرته !! .. رائحة كريهة غطت المكان عززت الأمر ، ابتسم الرجال المسلحون ولم يجرؤ أحد منهم على الضحك ، أشاح بعضهم بوجهه ليخفي ابتسامة تطورت إلى ضحكة .
ازداد الشاب امتعاضاً وتقززاً ، سيطر عليه شعور خفيّ قويّ يحرضه على الهجوم على الرجل الفظ ليقضي عليه ، ولكن طيف زوجته عاد ليفرض نفسه عليه ، فكظم غيظه وكتم غضبه .. وآثر الهدوء .
ساعة أخرى أو أقل قليلاً من العذاب والألم للشاب .. السعادة والهناء للرجل الفظ . فتح الرجل الفظ عينيه قليلاً ، شعر أخيراً بسرب الذباب الذي حط في أنفه وفمه .. وصلت إلى خياشيمه بقايا الرائحة الكريهة ، ، فراح يحاول طرد هذا وذاك بكلتا يديه ، فتح زجاجة أخرى وسكب بعضاً منها في جوفه .
تحرك الرجل الفظ من مكانه قليلاً ، سارع بعض الرجال المسلحين نحوه ، أمسكا به من جانبيه وراحا يسندانه ، فيما أخذ الرجل يتمايل يمنة ويسرة ، سارا به بعض الشيء .. غابا فيه عن المكان لبعض الوقت ، غاب الرجل الفظ في المكان المنزوي لبعض الوقت ، ولم يلبث أن خرج منه بعد لحظات غير قصيرة وهو يحاول أن يصلح من هندامه ويعيد ترتيب ملابسه ، إذ يبدو أنه كان منزوٍ في ذلك المكان لقضاء حاجته ، كما تبادر إلى ذهن الشاب ، ولكن الشاب لم يلبث أن شاهد بطرف عينه امرأة تفر من ذلك المكان بسرعة ، وهي تحاول أن تلملم ملابسها ، وتحاول تحاشي العيون المتطفلة ، تساءل الشاب في سره بتعجب :
" وهل كانت تلك المرأة تقضي حاجتها أيضاً في ذلك المكان المنزوي ؟! " .
عاد الرجل الفظ إلى مكانه بعد أن ساعده الرجلان على ذلك ، ثم انضما إلى مجموعة الرجال المسلحين الآخرين .
أشار بيده للرجال من حوله إشارة معينة ، لم يلبث أحدهم أن اقترب من الشاب ، سحبه من يده، قاده ناحية الرجل الفظ هامساً بابتسامة سمجة :
- الدور عليك الآن .. ! .
تمتم الشاب في سره : " أخيراً ؟! .. الحمد لله " ..
بادره الرجل الفظ بصوته الأجش شبه النائم :
- هل أحضرت المبلغ ؟!
- نعم يا سيدي ..
- وماذا تنتظر ؟! .. ضعه على المنضدة .
- حالاً .. حالاً يا سيدي .
- ألا ترى بأنني أهتم بك اهتماماً خاصاً ؟! .. ألم ترَ بأنني أتحدث إليك طويلاً ؟! مع أن وقتي ثمين جداً كما رأيت .. وإنني أضن بكلمة واحدة على جميع أصحاب الطلبات والصفقات كما شاهدت .. وأنني أكتفي بالهمسة والإيماءة فقط .. بصراحة .. لقد ارتحت إليك كثيراً أيها الشاب المهذب ؟! .
وضع الشاب النقود على المنضدة .. وهو يتمتم في سره :
" يبدو بأنك ارتحت لنقودي .. وليس لي " !!.
لم يلبث الرجل الفظ أن بادره :
- هل اتصلت بزوجتك ؟! .. هل أفهمتها ما يجب أن تفعله من إجراءات ؟! ..
- نعم .. نعم يا سيدي .. وهي الآن في الجانب الآخر من المعبر .. ومنذ الفجر .
- جيد .. وأنا قمت بعمل كافة اتصالاتي في الجانب الآخر لعمل اللازم من أجل إحضار زوجتك إليك .. اليوم .
- أشكرك يا سيدي .. من كل قلبي ..
- حسناً .. عليك الانتظار هناك في ذلك المكان المنزوي لبعض الوقت .. حتى تصل زوجتك . هل معك سيجارة ؟!
- لا يا سيدي .. أنا آسف جداً .. فأنا لا أدخن .. هل أشتري لك سيجارة ؟ .. علبة سجائر .. كرتونة سجائر ؟ .
- لا داعي .. لا داعي .. لا أريد أن أثقل عليك بشرائها وإحضارها .. أعط لذلك الرجل المسلح هناك ثمن العلبة وهو سيقوم بشرائها نيابة عنك .. ولا بأس بأن تعطيه ثمن علبة أخرى له .. وعلبة أخرى لكل واحد من زملائه من الرجال المسلحين ؟! .. أعطه ثمن خرطوشة .
- ولكن لا أريد أن أثقل عليه بالذهاب بعيداً لشرائها .
- لا تخش شيئاً .. فسوف لا يذهب للشراء من مكان بعيد .. سيكون الأمر أيسر مما تظن أيها الشاب الطيب .. فسوف يقوم بشرائها من مكان قريب .. قريب جداً .
- ومن أين يا سيدي وأنا لا أرى في هذا المكان النائي محلاً لبيع السجائر .
هتف الرجل الفظ وهو يبتسم ابتسامة عريضة تحمل ألف معنى ومعنى ، بينما كان يرفع الغطاء عن المنضدة ، فتظهر أسفلها عشرات " الخراطيش " مختلفة الأنواع .
- سيشتريها من عندي .. من عندي أيها الشاب الطيب ؟؟!!.
... يتبع ...