سيد الشهداء حمزة
يا سيِّدَ الفـُرسـانِ والشُّجْعـانِ ..... نَفْديـكَ كلُّ الشِّيـبِ والـشُّبَانِ
نـاداكَ ( عُـتْبةُ ) شاهراً بيَمِنه ..... سيفَ الغِوى في ساحةِ الـمَيْدانِ
فاضْربْ عدوَّ اللهِ واقـْطَعْ رأَسَه ..... ليخضِّبَ الأَرضَ النجـيعُ القاني
واحملْ على الأَعداءِ حملةً فيْلقٍ ..... واضرِبْ منَ الكُـفّار كـلَّ بنَانِ
في يومِ ( بدْرٍ) كنتَ أَولَ طاعِنٍ ..... ومَضيْتَ في (أُحُدٍ) إلى الرحمنِ
غالتْ يـدُ الغـدْرِ الأَثيمةُ مهجةً ..... من بعدِ أَن عَجِزتْ يدُ الشجعانِ
وأَتـتهُ (هندٌ) تَبْقَرُ الصدرَ الذي ..... لم يلتفتْ يـوماً عنِ الفرسـانِ
موتـورةً بشقـيقِهـا وبعمِّهـا ..... وبـوالـدٍ منْ أكبـرِ الأَعيـانِ
قد أَقـسمتْ باللّاتِ والعزّى لَئِنْ ..... ظفرت به فالأمـر لـلأسنـانِ
لاكتْ من الأَسَدِ الهَصورِ مرارةً ..... كي تطفيء المسعور من نيرانِ
لكـنَّها لم تَشْفِ حِـقْـدَ فؤادِها ..... بل زادت الإضرام في البركانِ
ليـستْ لحومُ الأَسْدِ طُعمَ ثَعالبٍ ..... تأبى النسور تحـدى الغربـانِ
**********
يا سيِّـدَ الشهداءِ حسبُـكَ رفعةً ..... أنْ كـنتَ سَبّـاقاً إلى الإيمـانِ
أدميتَ رأْسَ الظلمِ أجهـلَ كافر ..... لما تَمادى الكـفرُ في الطّغيـانِ
كنتَ الدِعامةَ للـرسولِ بمـكةٍ ..... تَحميه منْ بَغْـيٍ ومن عُـدوانِ
وحـميـتَ رايـتَهُ ببدرٍ ثابتـاً ..... كالراسيـاتِ وراسخِ البـنيـانِ
لم تَشهـدِ الهيجـاءُ مثلَكَ فارساً ..... مستهزئاً بالـموتِ في المـيدانِ
فاهنأْ بجـنّاتِ النعيـمِ و خُلْدِها ..... يا سيـدَ الشهـداءِ في الأزمـانِ
من ديوان النصر للإسلام للشاعر خير الدين وانلي رحمه الله تعالى