في ذكرى المولد النبويّ...من ديواني ..مسيرة الأيّام.
تحلو الصّلاةُ عليكَ والتّسليمُ
والذِّكْرُ ذكرُكَ خالدٌ وعظيمُ
ذكرى تُطلُّ شذيّةً ونديّةً
وبِها الوجودُ يُظِلُّهُ التّكريمُ
لمّا وُلِدْتَ أضاءَ نِبْراسُ الهُدى
وهمى نميرُ الخيرِ والتّسنيمُ
وازْورَّ جنبُ الكفرِ من غلوائهِ
وتوجَّعَ الشيطانُ وهو رجيمُ
وبِطاحُ مكّةَ أزْهرَتْ واعْشَوْشَبَتْ
فاحتْ طيوبٌ عذبةٌ ونسيمُ
واليُتْمُ مِن ربِّ السّماءِ لِحِكْمَةٍ
ورعاهُ ربٌّ عادلٌ ورحيمُ
هذا الأمينُ أتى الأمينُ وأجْمَعوا
قدْ حكّموهُ وأفْلَحَ التّحْكيمُ
ومضى يُتاجِرُ معْ قوافلِ أهلِهِ
والسّعْدُ حيثُ مضى الأمينُ عَميمُ
في الغارِ يجلسُ صامِتاً مُتَأمِّلاً
في الخَلْقِ لا شكٌّ ولا تَهْويمُ
" إقرأ" يُكَرِّرُها مَهيباً قولُهُ
ومحمّدٌ بِفؤادِهِ تَسْليمُ
وتنزّلَ الذِّكرُ الحكيمُ مُفَصَّلاً
نوراً لِكونٍ سادهُ التّعتيمُ
حملَ الرّسالةَ مُنذِراً ومُبشِّراً
والخُلقُ سامٍ طاهرٌ وكريمُ
وتزلزلَ الكفّارُ في طُغْيانِهمْ
فالكفرُ باللهِ العظيمِ ذميمُ
ومضى الرسولُ مجاهداً مُسْتَنْفِراً
ومعلِّماً يزهو بِهِ التّعليمُ
* * *
يا سيّدي أشكو إليكم كُرْبَتي
حلَّ البلاءُ وذا الفؤادُ سَقيمُ
فالمسلمون تغافلوا وتجاهلوا
فرْضَ الجِهادِ بكلِّ ذلٍّ سيموا
فالقدسُ مسراكم تئنُّ سبيَّةً
وبِها العدوُّ مُنَكِّلٌ ومُقيمُ
وعَتا جُنودُ البغْيِ في جَنَباتِها
والبغْيُ آهٍ قاهرٌ وأليمُ
بغدادُ عاصمةُ الرشيدِ تَرمّلَتْ ١
واحتلّها عِلْجُ العُلوجِ زَنيمُ
والاغتِصابُ وسيلةٌ مرفوضةٌ
قبلَ الشّرائعِ حُكمها التّحريمُ
يا مسلمون توحّدوا واستمسكوا
بالعُروةِ الوُثْقى يَذِلُّ غَريمُ
إن تنصُروا الرّحمنَ يُصْلِحْ حالَكم
فالدّينُ دينٌ قَيِّمٌ وقَويمُ
١..كتبت القصيدة بعد سقوط بغداد. والحمد لله تحررت.