لا يعيبنا الوضوح والشفافيه بما يتعلق بالوطن والحل النهائي من وجهة النظر الفلسطينيه.
نشاهد ونقرأ ونسمع ونعيش هذه الايام ما ترتب على الشعب الفلسطيني منذ قرن مضى وما حل بالامة العربيه والاسلاميه .
ان احدا من القاده الفلسطينيين لم يجرؤ ان يتحدث بصراحه الى شعبنا عن الثوابت الفلسطينيه وارتباطها التاريخي بالعمق العربي والاسلامي .. ولا عن الشراكه الاجباريه بحكم الدين واللغه والعادات والتقاليد والتاريخ والجغرافيا مع محيطنا العربي والاسلامي.
وجل ما نسمعه هو الحفاظ على القرار الوطني المستقل .. منفردين بتحمل المسؤوليه القوميه تجاه القضيه الفلسطينيه وهذا حقنا التاريخي ولا يجوز استبعاد شركاء لنا في الدم والمصير دفعوا معنا ضريبة غاليه ولا زالت الشعوب العربيه تضحي معنا وتساندنا من اجل حريتنا واستقلالنا وهذا لا يعني انهم شركاء معنا في السياده لكنهم شركاء في القرار لأن من يكون شريكا في المصير ويدفع دمه من اجل ذلك عار عليك ان تستثنيه من قرارك الوطني كما نؤكد تمسكنا القومي بعروبتنا على اننا جزء من مصيرها وندفع ثمن حريتها كأي مواطن فيها وندافع عن هويتها وتراثها واراضيها وايضا هذا لا يعطينا حق مشاركتهم في السياده على اوطانهم.وان ما ينفرد فيه الاحتلال هذه الايام بحكم سيطرته ونفوذه على الاماكن المقدسه المحتله فانه خرقا للقانون الدولي الذي يؤكد ان على المحتل حماية الاماكن الدينيه تحت الاحتلال وان يوفر حرية العباده طوال سنوات احتلاله وان لا يعيقها او يغلقها وكذلك حماية الشعب تحت الاحتلال بتأمين الكساء والغذء والدواء والماء والكهرباء والتعليم والعمل والسكن وحرية التنقل وحرية العباده طيلة سنوات الاحتلال.
القضية الفلسطينيه هي عمق القضايا العربيه والاسلاميه واساس استقرار المنطقه ... فشعبنا الذي يتوزع قصرا على مختلف انحاء العالم يلقى الاحترام والتقدير من مضيفيه ... ليس لسواد عينيه ... بل ايمانا من تلك الدول ان لهذا الشعب حق وواجب عليها بحكم انه جزء من الامة العربيه والاسلاميه .
وكون هذا الشعب جزء منها ... فمن الطبيعي ان تكون الارض ايضا جزء من الارض العربيه والاسلاميه ... واذا كانت كذلك فان ما على الارض من مقدسات اسلاميه ومسيحيه ويهوديه فهو ايضا حكما سيكون جزء من القوميه في هذا الكون التي تؤمن بحرية العباده لكافة الاديان والمعتقدات في المقدسات الموجوده على الاراضي الفلسطينيه المحتله من نهرها لبحرها..
فكيف لنا نحن الفلسطينيون ننفرد بقرار وطني مستقل ولنا شركا مهمون في العالم.. مسلمون ومسيحيون ويهود.. فالقدس اولى القبلتين والقيامه والبشاره ومهد السيد المسيح ومقام ابراهيم ومقامات الاولياء الصالحين والتراث القومي ، معظمها في الاراضي الفلسطينيه.
ومن حق العالم بمختلف دياناته ان يحج الى المقدسات ... ونحن لسنا الوحيدون في العالم اصحاب القرار في شأن هذه المقدسات.. وحيث امرنا الله سبحانه وتعالى كمسلمين ان نؤمن كما امن الرسول صلى الله عليه وسلم بما انزل اليه ومصدقا لما بين يديه من كتب المولى عز وجل..
فالمسلمون في كافة اصقاع الارض لهم حق ديني في فلسطين وكذلك اهل الكتاب لهم حق ديني في فلسطين ... وهذا الحق ليس سياديا على الارض
انما حق في اداء العبادات في الاماكن المقدسه كما السعوديه والعراق وباقي اماكن العباده في العالم .. لا تستطيع اي جهة ان تمنع اهل الكتاب من ممارسة شعائرهم الدينيه في اي وقت او على اي ارض وعلينا نحن الفلسطينين اصحاب السياده على هذه الارض توفير كافة الوسائل التي من شأنها تيسر على الحجاج والزوار طقوس العباده والاقامه والأمن وألامان طيلة فترة اقامتهم في الوطن..
ومن هذا الباب فان شراكة اهل الكتب السماويه في العبادات تفرض علينا ان نتحدث بصراحه وشفافيه الى شعبنا اننا لسنا اصحاب حق منفرد بما يتعلق باماكن العباده ... فالرعاية والحماية والاشراف حق لكل من يوحد الله.. من خلال ما كلف به مشرعيه في دول العالم.
اما الاراضي المقدسه المحتله واقصد هنا الاراضي الفلسطينيه جميعها بصفتها اراض قدسها الانبياء ... فالسيادة عليها للفلسطينيين بمختلف دياناتهم .. وللامتين العربيه والاسلاميه ان تعمل من اجل استقرار وامن الاراضي المقدسه بمشاركتها في الراي والرعايه والدعم بكافة انواعه بحكم انه واجب على كل مسلم ان يرعى ويحمي الاراضي المقدسه بكل ما يملك ...
ان هذا الواجب لا يعني ان هناك اطماع مصريه او سوريه او اردنيه او لبنانيه او ايرانيه او تركيه في الحكم في فلسطين.. بل يعني قيام تلك الدول بواجبتها الدينيه تجاه الاراضي المقدسه .. وعلينا ان نتعامل مع الجميع بمسافة واحده .. الامر الذي يشكل جسما ضاغطا على كل من يحتل الاراضي المقدسه بالقوه .واننا نحن المسلمون في فلسطين لا زلنا نتوارث العهده العمريه جيلاً بعد جيل ونحافظ على تطبيقها وحمايتها والدفاع عنها بكل ما اوتينا من قوه كي يأمن اهل الكتاب في ظلالنا .ولا نسمح بالعدوان عليهم من أي جهة كانت على اراضينا المقدسه.
ان حديث القاده الفلسطينين الذي لا يشمل هذه الحقيقه هو غير منطقي ولا معقول ويضلل الاجيال القادمه من شعبنا وشعوب المنطقه التي ترك قادتها الخوض في هذا الموضوع على اعتبار ان القياده الفلسطينيه هي التي تتبنى وحدها حق التفاوض والمقاومه وتقرير المصير... والتي تعرف الامة العربيه ان المقاومه والتفاوض وتقرير المصير لن يتحققا بمنأى عن الامة العربيه والاسلاميه.
وفي هذه الايام التي نعيشها بعد 100 عام نتمنى على قادتنا ومشرعينا في المجلس الوطني الفلسطيني تحديدا ان يرقوا الى مستوى عالمي بالتعامل مع قضية الاراضي المقدسه بصفتهم ممثلون لكافة ابناء الشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده ...
واما مشرعونا في المجلس التشريعي الفلسطيني نتمنى عليهم التفرغ لما كلفوا به من الشعب المواطن والمحدود في الضفه وغزه ... فهم لا يمثلون الفلسطينيون جميعا.. مهمتهم التشريع في مجال الخدمات الانسانيه التي توفر مقومات الصمود في ظل الاحتلال.. وليس تشريع او تحريم المقاومه او استخدامها.. فشعبنا يهمه مقوماته اليوميه من تعليم وعلاج وعمل وبيئه وغيرها.. ولهذا اختاركم وكلاء عنه وليس عليه.
فيقع على عاتق الممثل الشرعي والوحيد الذي يعترف به العالم اجمع.. ان يخاطب العالم بلغة واحده اننا لسنا وحدنا اصحاب الحق في فلسطين .. ان لنا شركاء في الارض والسماء والحدود والتاريخ والجغرافيا.. وبهذا نفرض على المجتمع الدولي التعامل مع جسم عربي اسلامي عمل على توحيده الفلسطينيون.. فكما ان ديننا دين سلام.. ايضا فنحن دعاة وحده وبعد قومي وديني في هذا الكون.
مع احترامي وتقديري لكافة اشكال النضال المبني على البعد القومي والاسلامي والمنظم ... وليس المقاومه الفرديه او الجزئيه التي تؤخر احيانا وتدمر احيانا اخرى المشروع القومي .
واما الحديث عن ديار الاسلام فهو ياتي من خلال توحيد المسلمين
وليس من خلال البطش والقتل والتدمير لممتلكات المسلمين في ليبيا و عمان والسعوديه والقاهره والبحرين وسوريا ولبنان على سبيل المثال لا الحصر.
وفقنا الله واياكم لما فيه خير هذه الامه