" نمر "
قصة قصيرة
بقلم/ سليم عوض عيشان ( علاونة )
غزة – فلسطين
================
تنويه :
بطل وأحداث حقيقية .. حدثت على أرض الواقع .. وليس من فضل للكاتب على النص .. اللهم سوى الصياغة الأدبية فحسب .
" الكاتب "
--------------------
إهداء متواضع :
إلى بطل النص : الشهيد البطل " نمر محمود أحمد جمل " الذي استشهد صباح اليوم ( الثلاثاء ) 26/9/2017م في العملية الاستشهادية التي قام بها في مستوطنة "هار ادار" شمال القدس المحتلة.
----------------------
" نمر"
- " واحد " ...
مال ناحية مسدسه بعد أن نطق بهذه الكلمة .. ربت عليه بحنان ورقة ... قبله قبلة خاطفة بسرعة البرق.. راح يداعبه بأنامله بحركات رشيقة سريعة متتابعة .. وشبح ابتسامة عريضة ترتسم على محياه .. " وهو يردد " يا ألله " ..
- ... " اثنان " ...
للمرة الثانية كان يميل نحوه ... يربت عليه بحنان ورقة .. يقبله قبلة خاطفة سريعة بأسرع من سرعة الضوء ... يداعبه بأنامله بحركات أكثر رشاقة ... والابتسامة العريضة تتسع لتطغي على محياه وكيانه ... وهو ما زال يردد " يا ألله "
... " ثلاثة " ...
... " أربعة " ...
وفي كل مرة .. كان يميل نحوه أكثر .. يربت عليه أسرع ... يقبله أجمل ... يداعبه أروع ... والابتسامة تملأ الكون من حوله ... وهو ما زال يردد : " يا ألله " ...
لم يمل " المسدس " بدوره المداعبة .. التربيت .. القبلات .. ففي كل مرة كان يفعل معه مثل هذا أو ذاك .. كان يزغرد عالياً ... فرحاً وسروراً وسعادة وبهجة ...
... في النهاية .. نفدت الذخيرة منه ؟؟!! ..
فهو لم يعد يحمل في أحشائه الرصاص .. بعد تلك الحمم الجهنمية التي كان يقذفها إلى صدور جنود العدو ..
.. نفذت الذخيرة قبل أن ينتهي من مهمته ... قبل أن يكمل العد حتى السبعين على الأقل كما وعده .. ووعد نفسه ... وقبل أن يمكث معه لبضع دقائق أخرى يكمل فيها مهمة القبلات والزغاريد والتكبيرات اللامتناهية ...
شبح ابتسامة تغطي محياه ... وثمة تمتمة شكر له لما قام به من تأدية المهمة ، مال نحوه يقبله القبلة الأخيرة ... وهو يودعه قبل أن يستل خنجره لإكمال المهمة .. والإجهاز بشكل تام على أعداء الله ..
وقبل أن ينهي المأمورة والمهمة بشكل تام .. كانت الرصاصات الغادرة تنطلق من أسلحة العدو الرشاشة .. التي كانت تحملها أيديهم المرتعشة المضطربة ... فتخترق صدره وقلبه ...
يحاول من جديد أن يستأنف المهمة ... والإجهاز على بقية الجنود المرتعشين من حوله .. بخنجره المشرع .. ولكن الرصاص المنهمر على جسده كالمطر .. أوقفه ومنعه من استئناف المهمة .. ولكنها لم توقف تمتمته المتلاحقة بما يشبه الهمس : " يا الله .. يا ألله ... يا الله ...
... ألقى نظرة أخيرة .. هي بمثابة نظرة الوداع على المكان .. التقى بصره بهما ... حيا مسدسه وخنجره تحية عذبة سامية .. حاول أن يزحف نحوهما كي يقبلهما قبلة الوداع الأخير .. حالت الجثث المهلهلة والرصاصات المنهمرة على جسده كالمطر دون الوصول إلى مبتغاه ...
بقية من حياة .. استمدها وهو ما زال يردد " يا ألله ... يا ألله ... "
ثمة جسد طاهر لشهيد بطل .. كان يحتضن " مسدس " و " خنجر " .. بينما كان يلفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن تصعد روحه إلى السماء السابعة .. تحفه ملائكة الرحمة من كل جانب ...
بينما كانت تتناثر من حوله .. جثثت قتلى جنود العدو المحتل ..
(( انتهى النص .. ولم تنته الملحمة البطولية ))