أعربت الولايات المتحدة في بيان أصدرته وزارة الخارجية الأميركية مساء الجمعة، عن قلقها بشأن ما يتردد عن استعدادات الجيش السوري للتوجه جنوبًا لتحرير آخر معاقل الفئات المسلحة المتطرّفة وفتح الحدود مع الأردن.
وفيما اعتبر تهديدًا مبطنًا للجيش السوري والدولة السورية، تقول وزارة الخارجية الأميركية في بيانها الذي استلمت القدس نسخة "إن الولايات المتحدة لا تزال تشعر بالقلق من التقارير التي تُفيد بحدوث عمليات للحكومة السورية في جنوب غرب سوريا ضمن حدود منطقة خفض التصعيد التي تم التفاوض حولها بين الولايات المتحدة والأردن والاتحاد الروسي في العام الماضي والتي تم تأكيدها مجددًا بين الرئيس ترامب والرئيس بوتين في دي نانغ بفيتنام في شهر تشرين الثاني الماضي"، مشددة على أن "الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالحفاظ على استقرار منطقة خفض التصعيد في جنوب غرب سوريا وكذلك وقف إطلاق النار الذي تستند إليه".
ويضيف البيان "نؤكد مجددًا بأن أي تحرك عسكري للحكومة السورية ضد منطقة خفض التصعيد في جنوب غرب سوريا يشكل خطرًا بتوسيع الصراع. كما نؤكد مرة أخرى أن الولايات المتحدة ستتخذ تدابير صارمة ومناسبة ردًا على انتهاكات الحكومة السورية في هذه المنطقة" في إشارة إلى استعداد الولايات للجوء إلى الخيار العسكري لردع الجيش السوري.
يشار إلى أن إنشاء مناطق خفض التصعيد في منطقة جنوب غرب سوريا، تم بمبادرات للرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلادمير بوتين وبالتنسيق مع الأردن.
واعتبر البيان أنّ "أي هجوم للنظام السوري على منطقة وقف إطلاق النار سيشكل تحديًا لهذه المبادرات التي حققت نجاحًا حتى الآن".
ويضيف البيان "من الأهمية بمكان أن تقوم الدول الثلاث التي تدعم منطقة خفض التصعيد في جنوب غرب سوريا بكل ما في وسعها لفرض وتنفيذ التفاهمات التي تم التوصل إليها في العام الماضي. وقد نجحت القنوات الدبلوماسية القائمة في متابعة وخفض تصعيد الوضع في جنوب غرب سوريا وكذلك تجنب أي استئناف للقتال لمدة سنة تقريبا. وينبغي الاستمرار في فرض وكذلك وقف إطلاق النار واحترامه".
وتختتم وزارة الخارجية الأميركية بيانها بالقول "إن روسيا مسؤولة رسميا بصفتها عضو دائم في مجلس الأمن الدولي عن استخدام نفوذها الدبلوماسي والعسكري على الحكومة السورية لوقف الهجمات وإجبار الحكومة على وقف المزيد من الهجمات العسكرية. كما نطلب من روسيا أن تفي بالتزاماتها وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2245 وكذلك ترتيبات وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا".
من جهته كان الرئيس السوري بشار الأسد أكد في مقابلة تلفزيونية يوم الأربعاء الماضي، أن جنوب البلاد أمام خيارين إما المصالحة أو التحرير بالقوة.
وأشار الأسد خلال المقابلة مع محطة "العالم" إلى أن التدخل الأميركي والإسرائيلي في الأزمة السورية تسبب بعدم التوصل لأي تسوية أو حل سياسي في تلك المنطقة حتى الآن.
واتهم الأسد، إسرائيل بدعم الإرهابيين في المنطقة الجنوبية "دعمًا مباشرًا" حيث أنها بدأت بقصف القوات السورية بشكل مستمر منذ أن أخذت الأزمة في البلاد طابعا عسكريا.
ومنذ تحرير منطقة الغوطة في شهر نيسان الماضي بدأ الجيش السوري تعزيز قواته في سياق قرار سوري باستعادة الجنوب السوري كاملا إلى خط الحدود الجنوبية بما في ذلك قاعدة التنف الأميركية.
من جهتها صرحت وزارة الدفاع الروسية الاثنين الماضي، أن الجيش السوري وسلاح الجو الروسي تصدوا لهجوم مسلح قادم من منطقة التنف باتجاه تدمر، أي من المنطقة التي تدعمها القاعدة الأميركية، ما يرفع من احتمال مواجهة مسلحة بين القوات المسلحة السورية والقوات الأميركية بشكل مباشر.
وتعتبر الولايات المتحدة الآن أن منطقة شرق الفرات الذي تسيطر عليها قوات "قسد" الكردية المدعومة من واشنطن هو خط أحمر ممنوع على القوات السورية تجاوزه، حيث قام الطيران الحربي الأميركي بقصف قوات حليفة للجيش السوري حاولت التقدم شرقًا أكثر من مرة في الماضي.