يَا حُبُّ مَا لَكَ لاَ تَفِي / للاستاذ الشاعر عبد الحميد سليمان
-------------------------------------------------------
بِالْعَهْدِ لَسْتَ بِمُنْصِفِ
إِنّّي وَهَبْتُكَ مُهْجَةً
بِعُهُودِهَا لَمْ تُخْلِفِ
أَوْقَفْتُ عُمْرِيَ قُرْبَةً
لِهَوَاكَ لَمْ أَتَوَقَّفِ
وَنَذَرْتُ عَيْنِيَ لِلْبُكَا
وَلِغَيْرِ ذَا لَمْ تَذْرِفِ
وَجَعَلْتُ قَلْبِيَ في الْهَوَى
أَوْفَى مِنَ الْخِلِّ الْوَفِي
أَعَلِمْتَ أَصْدَقَ في الْهَوَى
مِنْ قَلْبِ صَبٍّ مُدْنَفِ
اَلشَّوْقُ عِنْدَهُ مُضْرَمٌ
نِيرَانُهُ لاَ تَنْطَفِي
يَعْنِيكَ لاَ يَعْنِي سِوَى
مَعْنَاكَ دُونَ تَحَرُّفِ
يَرْعَى هَوَاكَ كَأَنَّهُ
في هَيْئَةِ الْمُتَصَوِّفِ
لَمْ أَلْقَ مِنْكَ سِوَى الْجَفَا
وَتَمَلْمُلٍ وَتَأَفُّفِ
أَسْقَيْتَنِي مُرَّ الْهَوَى
وَنَهَرْتَنِي بِتَعَسُّفِ
أَفْرَغْتَ مِنْ مَعْنَاكَ مَا
يُبْدِيهِ رَسْمُ الأَحْرُفِ
يَا حُبُّ إِنَّكَ وَاهِمٌ
مَا كُنْتَ مِثْلَ الْوَاصِفِ
شَتَّانَ في شَرعِ الْهَوَى
بَيْنَ السَّمَا وَالصَّفْصَفِ
أَوْ بَيْنَ قَيْظٍ لاَفِحٍ
وَنَسِيمِ ظِلٍّ وَارِفِ
إِنِّي أَنَا الْحُبُّ الَّذِي
يَبْرِي يَرَاعَ الْعَارِفِ
وَبِهِ يَشُقُّ لِسَانَهُ
بِبَيَانِ حِسٍّ مُرْهَفِ
وَمَحَاسِنِي هِيَ حُسْنُهُ
تَحْكِي مَحَاسِنَ يُوسُفِ
اَلْحُبُّ عِنْدِيَ آيَةٌ
أَوْ سُورَةٌ في مُصْحَفِ